ترويض ملوك العشق _كاااامله
انت في الصفحة 2 من صفحتين
قالت ازهار : البيضة بيضة، علي الاقل انها كبيرة وتكفي لإعداد طبق كبير من العجة، قرعت ازهار البيضة بملعقة فلم تنكسر، خبطتها بقوة مرات ثم ضړبتها بالطاولة بقوة فلم تنكسر ايضاً، جاء صابر علي صوت القرع والضړب ومسك بالبيضة وخپطها بالارض بقوة، لم تنكسر البيضة ايضاً، امسك البيضة غاضباً رميها في الحقل، إلا انه في هذه اللحظة سمع صوت ابنه محروس يردد اغنية العجوز : البعض سهل خفقه، والبعض صلب من ذهب، تأكل ما تأكله وصلبه عز الطلب .. أدرك صابر ان الاغنية تشير الي البيضة التي بين يديه .
نظر إليها متأملاً، لاشك انها تتألق مثل الذهب، جري راكضاً الي دكان الصائغ، واخبره بقصة الوزه ووضع البيضة الذهبية امامه، تفحص الصائغ البيضة وقال : هذه البيضة من الذهب الخالص، دفع الصائغ مبلغاً كبيراً من المال ثمناً لها، في ذلك اليوم اقام صابر وازهار وليمة واشتريا ملابس جديدة ومجوهرات، وفي اليوم التالي وضعت الوزة بيضة ذهبية ايضاً، ثم بيضة اخري في اليوم الذي بعده واليوم الذي بعده، وفي كل يوم صابر يحمل البيضة الي الصائغ ويبيعها اليه، وكان الصائغ سعيد جداً بمورد يومي من البيض الذهبي .
بعد وقت قصير كان لدي صابر العديد من الوز والدجاج ونصف دستة من الابقار وجرار، وكانا ينويان ان يبنيا منزلاً كبيراً يقول منزل نسيمة فخامة وحجماً، واتفقا علي ان يدعوا في المستقبل جارتهما لتري بنفسها انه اكبر واجمل من منزلها، ذات يوم قال لهما الصائغ، إن اميرة شابة سوف تتزوج قريباً وسيقام في هذه المناسبة حفل عظيم، وان الاميرة تريد ان تزين ثوب زفافها بعشرين بيضة ذهب، إن كانت الوزة تضع بيضة ذهبية في اليوم، تخيل العدد الهائل من البيوض التي تحملها في بطنها، ما الذي يجعلك تنتظر يوماً كاملاً لتحصل علي بيضة واحدة فقط، لم لا تحصل علي كل البيض دفعة واحدة ؟!
فكر صابر في كلام الصائغ، وقال لزوجته ان لم يعد يطيق الانتظار، وانه يريد الحصول علي ما في بظن الاوزة دفعة واحدة، في ذلك المساء احضر صابر وزوجته الاوزة وذبحوها بالفعل، فتحا بطن الاوزة ولكن لم يكن في بطنها بيض، راحت ازهار تبكي وراح صابر يتحسر، ماذا فعلنا ؟ قتلنا الوزة التي تبيض ذهباً .. لم يحصلا ابداً علي وزة كتلك من جديد، لكنهما تعلما ان يكونا قانعين بما عندهما، وكبر ابنهما محروس وصار مزارعاً نشيطاً وتمكن بفعل نشاطه من توسيع ارضه واقتني الكثير من الدجاج والابقار والاوز وصار لديه جرار وعاش سعيداً مع والديه بالعمل والاجتهاد والقناعة